إيتيكيت التعامل مع المايكروفون
عاصم السيد
عندما تتعود الاستديوهات، وتقف أمام المايكروفون يومًا وراء يوم لِتَفِنَّ أصواتًا تطير إلى القلوب حاملةً مشاعرَ ومعانٍ، تُدْرِكُ جمالَ ما تقدم، إن الوقوف أمام المايكروفون في فؤادي يشبه حفلة عشاء ملكية، ترتدي لها ملابس خاصة، وتلتزم بتعليمات حركة، وتستخدم أدوات خاصة، كذلك الوقوف أمام المايكروفون له قواعده الذهبية، والتي استنبطناها من أكثر الأغلاط شيوعًا بين المؤدين المبتدئين، وهي كالآتي:
أ- فليُكن فمك على الدوام تجاه المايكروفون، لا تحرك وجهك كاملًا لتنظر إلى النص، ولكن فلتذهب عيناك وحدهما إلى النص، وليبقَ فمك تجاه المايكروفون، إن مايكروفونات الاستديو مصممة لتلتقط الصوت من أمامها وحسب، وإذا أدرت وجهك عنها، اختلف الصوت، كأن تتحدث في الهاتف والمايكروفون ملاصق لفمك، ثم ثقلبه أو تبتعد عنه، سيلتقط الصوت أيضًا لكنه سيختلف عن الصوت الأول، لذلك فإنه من المتاح لك أن تدور في نصف دائرة أمام المايكرفون على أن يبقى فمك تجاهه، وأنت تتحرك إلى الوضع الأمثل الذي تستطيع فيه المحافظة على اتجاه فمك وقراءة النص.
ب- إن المسافة المعيارية بين فمك والمايكروفون شِبْر، تقيسه بيدك من جسم المايكروفون لا من المنقّي المثبّت عليه (Pop filter)، إذ تضمن هذه المسافة ألا يلتقط المايكروفون أصوات فرقعة الهواء أثناء نطق بعض الحروف، ولكن لذلك أن يتغير عند تسجيل جملة بصوت مرتفع نسبيًّا، أو بصوت هامس –على أن يكون واضحًا-، فنقترب ونبتعد حسب تعليمات مهندس الصوت.
ت- ارتدِ ملابس قطنية بسيطة ومريحة، لتتحرك وتتنفس بيُسر، وإن بعض المعاطف والملابس الصوفية تصدر أصواتًا عند أقل حركة، وكذلك تجَنَّبْ ارتداء الساعات والإكسسوارات أثناء التسجيل، إن مايكروفون الاستديو حساس جدًا، يلتقط هذه الأصوات، ومن الصعب على مهندس الصوت إزالتها عند تحرير التسجيل، خاصة إذا جاءت وراء صوتك.
ث- لا تتناول الطعام قبل التسجيل مباشرة، ولا تتناول حبوب استحلاب أو تمضغ علكة، فقد تقضي الوجبة على أنفاسك، وإنها لا شك تُجري ريقك، ومايكروفون الاستديو الحساس يسمع أصوات الريق الجاري في فمك أثناء الجُمل، تناول الطعام قبل بضع ساعات من التسجيل، وإن أردت تناول مشروب ساخن فليكن ذلك قبل التسجيل بنصف ساعة على الأقل
ج- يبدأ كل تسجيل بأن يطلب منك مهندس الصوت عينة مما ستسجله ليضبط أدواته حسب مستويات الصوت، ويوجهك بالاقتراب من المايكروفون أو الابتعاد عنه، نبِّهْهُ إلى أي جملة سترفع فيها صوتك أو تخفضه عن المألوف أثناء التسجيل، أدِّ هذه العينة الصوتية أداءً حقيقيًّا كأنك تسجل فعلًا، ولتكن بداية التسجيل على الدوام ثوانٍ فارغة لتسجل صوت الغرفة، فإن ذلك مفيد في تنقية الصوت عند تحرير التسجيل.
ح- إذا أخطأت في كلمة، أعِد الجملة كاملة، ولا تعِد الكلمة وحدها، لأن أي لغة تتضمن حال وصل القراءة ظروفًا خاصة، فبعض الحروف ينطق وبعضها لا ينطق، وليس الساكن كالمتحرّك، قد يكون الغلط لغويًّا أو لعثمةً أو أداءً، صحح أغلاطك على الدوام فورًا فذلك أتقن للعمل، وأضمن أن لا تنسى العودة إليه، وكذلك اطلب من مهندس الصوت عند الإعادة أن تستمع إلى الجملة السابقة للتي تعيدها، وألقِها بنفس الأداء أثناء سماعك إيّاها، سيضغط مهندس الصوت زر التسجيل عند بداية الجملة الخطأ، وإنما نعيد أداء الجملة السابقة للخطأ لكي نستمر على وتيرة أداء واحدة، ومستوى صوتي متّسق، وسينبهك مهندس الصوت المحترف إذا تغير أداؤك أو علا أو انخفض صوتك عما كان فيما قبل.
خ- لا تقلب الصفحة أثناء الحديث، إن الأصوات التي تحدث متزامنة مع صوتك في التسجيل صعبة الإزالة إن لم تكن مستحيلة، فاحرص أن تكتب الجملة الأخيرة في كل صفحة كاملةً فلا تضطر لقلب الصفحة أثناء الأداء، عندما تصل إلى ختام الصفحة، اصمت، ثم اقلب الصفحة، ثم تابع.
د- إذا استطعت الاستماع إلى التسجيل قبل مغادرة الاستديو فهذا أمر مهم للغاية، لتصحح أي غلط في التسجيل، أو أن يستمع إليك مُراجِع أثناء التسجيل لينتبه إلى ما تسهو عنه، خاصة في الأعمال الكبيرة والممتدة، لا بد من مراجعة لحظية ساعةَ التسجيل، ثم مراجعة نهائية عقب التسجيل.