مقدِّمة: تجربة المايكروفون… عشاءٌ ملكيٌّ!
عندما تعتاد الاستديوهات، وتقف أمام المايكروفون يومًا بعد يوم لتُفنِّن أصواتًا تطير إلى القلوب حاملةً مشاعرَ ومعانيَ، تُدرِكُ جمالَ ما تقدّم. إنّ الوقوف أمام المايكروفون في فؤادي يشبه حفلة عشاءٍ ملكيّة: ترتدي لها ملابس خاصّة، وتلتزم بتعليمات حركة، وتستخدم أدوات مخصوصة. كذلك الأداء الصوتيّ أمام المايكروفون له قواعده الذهبيّة، استنبطناها من أكثر الأخطاء شيوعًا بين المبتدئين، وهي كما يلي:
ثبات الفم!
التوجيه الصحيح نحو المايكروفون
فليكن فمك دائمًا تجاه المايكروفون. لا تحرِّك وجهك لتنظر إلى النص، بل دع عينيك تذهبان وحدهما، وليبقَ الفم في اتّجاه المايكروفون. فالميكروفونات مصمّمة لالتقاط الصوت من أمامها فقط، وإذا أدرت وجهك تغيَّر الصوت. لذلك يمكنك أن تتحرَّك في نصف دائرة على أن يبقى فمك تجاه المايك.
المسافة المعياريّة بينك وبين المايكروفون
شِبر واحد يَكفي
المسافة المثاليّة بين الفم والمايكروفون شِبر، تُقاس من جسم المايك لا من المصفاة الهوائيَّة. هذه المسافة تمنع التقاء الهواء بالمايك أثناء الأصوات الانفجاريَّة. ومع ذلك، قد تحتاج إلى التغيير حسب طبيعة الجملة (مرتفع أو هامس)، وهذا يُحدِّده مهندس الصوت.
ماذا ترتدي للتسجيل؟
القطن أولًا… لا أكسسوارات!
ارتدِ ملابس قُطنيَّة مريحة. تجنَّب المعاطف الصوفيَّة أو الساعات والإكسسوارات؛ فهي تصدر أصواتًا قد تفسد التسجيل، ولا يمكن حذفها بسهولة عند التحرير.
الطعام والشراب قبل الأداء
تجنَّب الأكل المباشر قبل التسجيل
لا تتناول الطعام قبل التسجيل مباشرة، ولا تمضغ العلكة أو الحبوب؛ فذلك يجري الريق، ويسمع المايك أصواته بوضوح. تناول الطعام قبل ساعات، والمشروب الساخن بنصف ساعة على الأقل.
البداية التجريبية والتهيئة
أَدِّ العيِّنة كما تؤدّي التسجيل الحقيقي
التَّصحيح الذكيُّ أثناء الخطأ
أعِد الجملة لا الكلمة
إذا أخطأت، فأعِد الجملة كلَّها، لا الكلمة وحدها. فالأداء في سياق اللغة يتغيَّر حسب الوصل، والسكون، والحركة. كذلك استمع للجملة السابقة عند الإعادة لتُعيدها بنفس النسق.
لا تقلب الصفحة أثناء الأداء
اصمت، اقلب، ثم تابع!
اجعل الجملة الأخيرة في الصفحة مكتملة لتتفادى قلب الصفحة أثناء الأداء. إذا اضطررت، فاصمت أولًا، ثم اقلب الصفحة، ثم استأنف.
مراجعة التسجيل… ضرورة لا ترف!
لا تغادر الاستديو دون استماع
استمع إلى التسجيل قبل المغادرة. أو دع مُراجِعًا يستمع أثناء التسجيل في المشاريع الكبيرة، فذلك يُنقذ جودة العمل من الهفوات غير الملحوظة.