أدوات التحكم في الصوت
عاصم السيد
إن التحكم في الصوت مهارة تقتضي تنفسًا سليمًا أمام المايكروفون، من ناحية القدرة التنفسية، ومن ناحية تنظيم النفس بين الجملة والأخرى، لذلك نوصيكم بمشاهدة مرئية تمارين التنفس قبل هذا الدرس الوجيز
ذكرنا آنفًا أن سر جمال أي كلام فيما وراءه من مشاعر ومعان دارت في قلب الكاتب أو اشتعلت في عقله، وأن مهمة المؤدي الصوتي الرئيسة أن ينبش بين الكلمات بحثًا عن هذه المشاعر والمعاني، ليستخدم أدواته الصوتية للتعبير عنها أمام المايكروفون، إن الصوت الإنساني يؤدي المعاني بتراوحه بين أربعة أزواج من الصفات الصوتية الرئيسة حسب المعنى، وهي كالآتي:
أ- الارتفاع والانخفاض: أما الارتفاع فيناسب مواضع الانفعال، ولا نقصد بالانفعال مشاعر الغضب وحسب، ولكن الزيادة في شعور كالفرح أوالحزن أو الألم يناسبها الارتفاع، وأما الانخفاض فيناسب خواطر النفس، وقس على ذلك.
ب- السرعة والبطء: السرعة تضفي على النص معنى الإثارة والتصاعد، والبطء يوحي بطول الزمن وشدة الألم.
ت- الانحباس والانطلاق: أن تحبس جزءًا من صوتك كأن به بحّة أو كأنك تهمس فذاك خير أداء لقصيدة غزل، أما إعلان عن منتج يعبر عن القوة فيناسبه صوت مكتمل منطلق.
ث- الرقة والفخامة: إن الحديث عن وردة في بستان تناسبه الرقة، والحديثَ عن تاريخ عظيم أو مجد قديم تناسبه الفخامة. دعونا نضرب مثالًا ببيتين من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول: لكَ أنْ تلومَ ولي من الأعذارِ أمْرِي وأمركَ في الهوى بيدِ الهوى إن الهوى قدرٌ من الأقدارِ لو أنهُ بيدي فَكَكْتُ إساري إن الشاعر عاشق لا يملك من أمر قلبه المتيم شيئًا، لا لومَ عليه إذ أصابه سهم القدر بالهوى، وأمر الهوى بيد الهوى، لو كان بيدنا فككنا هذا القيد، وارتحنا من آلام الشوق، أفلا يناسب هذه المعاني صوت هادئ منخفض منحبس، بأداء رقيق بطيء بعض الشيءِ ليرسم ألم الشاعر ونار الحب تحترق في صدره. أما إذا أردنا أن نذكر شركتنا عنادل وشعارها، فنقول: “عنادل بيت إنتاج فنّي لإبراز جمال لغة الضاد، نشدو بجميل العربية”، إنها شركة فتيّة تخاطب الشباب، وتدعوهم إلى الرجوع إلى الهُويّة الأصيلة، إنما يناسب هذا صوت قوي منطلق عالٍ، بأداء فيه فخامة وأصالة.