توجهنا إلى المكتبة، لحق بنا نفر من المعلمين والإداريين، وبدأ الحفل.
جلست أقرأ الوجوه وجها وجها، تقرأ فيها جميعا البهجة والسرور، ليس هناك وجه خارج السياق!
قالت لي النفس:
هذه المبادرة المُبهِجة ما كانت لتحدث لو أن الجوَّ العام في المدرسة كان جوًّا ضاغطا خانقا!
هذه المبادرة المبهجة إنما تدفع كلَّ إدارة أن تخطط لنشر ثقافة الإبهاج والإسعاد لدى العاملين على اختلاف مستوياتهم، ولدى الطلاب كذلك وهم المقصد الأول والأساس، والإدارة الناجحة هي التي تهيئ الفرص للسعادة ولا تنتظرها تهبط من السماء!
وقالت لي النفس أيضا:
لو أرسلت المدرسة رسالة مكتوبة بكلمات رقيقة، وذات غلاف جميل، إلى وليّ الأمر تخبره – دون علم الابن بمحتواها – بإنجاز صنعه ابنه أو ابنته في المدرسة!
ولك أن تتخيل مقدار السعادة التي ينتشي بها الفتى أو الفتاة، ومدى الطاقة الإيجابية التي تمتلئ بها نفساهما، فتزداد الدافعية قوة ومضاء، وتزداد قدرتهما على التعلم أضعافا مضاعفة!
ولك أن تتخيل أيضا شلال السعادة الذي تفجر في أوصال الأسرة كلها.
فكن مُبهِجا أينما كنت، وشكر الله لفريق الرياضيات الذي أفاض علينا بأنسه وشِبْلِه (يقصدُ معلمَ الرياضيات وكان اسمه شِبْل)