قد يتبادر إلى الذهن سؤال لدى قراءة عنوان الكتاب: أحي لغتك تحيه، وهو:
أماتت اللغة العربية حتى نحييها؟
وما كان للعربية أن تموت أبدًا، فقد حباها الله بكلامه، مصدرًا متجددًا لا ينضب، ومعيارًا خالدًا كاملًا لا يعروه نقص، وحافظًا لا يفنى أبد الدهر، فكيف إذن نطلب إليك قارئنا الكريم إحياء العربية؟ إنما قصدنا إلى دعوتك أن تستنقذ لساننا العربي مما يحيق به من المهالك، وأن تذب عنه ما يتعرض له من طعنات الغادرين وصيحات الجاهلين، وقد ورد الفعل أحيا في الذكر الحكيم في قوله تعالى:
{وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيا النّاسَ جَميعًا} [المائدة: ٣٢]
وفسره صاحب التحرير والتنوير: “ومعنى {وَمَنْ أَحْياها}، من استنقذها من الموت، لظهور أن الإحياء بعد الموت ليس من مقدور الناس، أي ومن اهتم باستنقاذها والذب عنها فكأنما أحيا الناس جميعًا”
وهذه السطور التي بين يديك جاد بها المداد تفاعلًا مع أهل اللغة العربية وطلابها، فيما عرض من قضايا لغوية معاصرة، في موضوعات شتى، عن الاعتزاز الحق باللغة العربية، وأيسر السبل إلى اكتسابها، وما تحمله اللغة في أثنائها من قوة اقتصادية وعملية وعلمية، والنموذج الواقعي لمن يغرسها في القلوب والأفئدة، وعالميتها إذ جمعت تحتها العلماء من كل حدب وصوب وجنس ولون، واجتماع اليسر فيها لفظا وخفة وأسلوبا ومعنى، وما ينفث حولها من سموم في لون العسل، وهذه الموضوعات التي تجدها بين دفتي الكتاب، شدونا بها في مرئيات على قناة عنادل على يوتيوب، وفي كل فصل تجد رمزًا مربعًا، إذا تمسحه بهاتفك، تنتقل إلى مرئية الموضوع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.